قال وزير الدفاع التركي، عصمت يلماظ, يوم السبت, إن
"تفحص حطام الطائرة التركية التي أسقطتها الدفاعات الجوية
السورية مؤخرا لم يظهر فيها آثار لضربها بصاروخ".
وأوضح الوزير يلماظ, في تصريحات
صحفية, نشرتها وكالة أنباء (الأناضول) التركية, إنه "يجري العمل على استخراج مزيد
من قطع حطام الطائرة ولا يزال فحص الأجزاء التي تم انتشالها مستمرا".
وتمكنت فرق الاتقاد التركية,
يوم الخميس الماضي, من العثور على جثتي الطيارين من البحر المتوسط، اللذين قتلا إثر
حادثة إسقاط سورية للطائرة التركية، وذلك بعدما عثرت على أغراض شخصية لطاقم
الطائرة.
وأضاف الوزير التركي أنه "سيتم
إطلاع الشعب التركي على جميع التفاصيل حول الحادث، وأن رئاسة الأركان التركية ستعلن
للجمهور نتائج التحقيقات حال انتهائها", مجددا قوله إن "الطائرة هوجمت أثناء تحليقها
فوق المياه الدولية، وأن سورية انتهكت القانون الدولي بهذا الفعل".
وأسقطت الدفاعات الجوية
السورية, في شهر حزيران الماضي, طائرة من نوع (أف 4) تابعة للجيش التركي بعد
انتهاكها الأجواء السورية، حيث أعلنت الحكومة التركية أن الطائرة اخترقت الأجواء
السورية لفترة وجيزة وأسقطت بالأجواء الدولية ولم تكن مسلحة وستتخذ الإجراءات
اللازمة للرد بعد استكمال التحقيقات وكشف ملابسات الحادث, فيما اعتبرت الخارجية
السورية أن الطائرة التركية انتهكت السيادة السورية والرد السوري كان تصرفا دفاعيا
سياديا, مشيرة إلى أن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة.
وكان الرئيس بشار الأسد أعرب في
وقت سابق عن أسفه لإسقاط الدفاعات السورية للطائرة التركية الشهر الماضي، مبينا
أنها لم تكن تعلم بأن الطائرة تابعة لتركيا إلا بعد إسقاطها، كما أشار إلى أنه لن
يسمح بأن تتحول التوترات بين البلدين إلى قتال مباشر، موضحا أن سوريا لن تتأخر عن
الاعتذار إذا اتضح أن الطائرة أسقطت في المجال الجوي الدولي.
وتأتي هذه الأحداث مع توتر
العلاقات بين البلدين بسبب الأحداث التي تشهدها سورية, حيث فرضت تركيا عقوبات على
سورية وردت سورية بالمثل.
وقامت تركيا بقطع علاقاتها مع
سورية, مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد, وذلك على بسبب ما أسمته ممارسة السلطات
السورية أعمال " القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد, في حين اتهمت سورية تركيا
بأنها ترعى مسلحين يهاجمون الأراضي السورية انطلاقا من الحدود، الأمر الذي نفته
تركيا مرارا.
وتستضيف تركيا عدد من المعارضين
السوريين بالإضافة إلى قيادات من "الجيش الحر", كما عقدت المعارضة فيها عدد من
المؤتمرات في اسطنبول وانطاليا, بالإضافة إلى استضافتها اجتماع لمجموعة "أصدقاء
سورية".